اخبار مهمةحوارات الصحافةفي الواجهة

نسبة ملء السدود بالمغرب تتراجع مجددًا.. و تحذيرات عاجلة

أفادت معطيات رسمية صادرة عن وزارة التجهيز والماء بأن حجم المياه المخزنة بالسدود المغربية بلغ، حتى يوم الاثنين، 6 مليارات و527.4 مليون متر مكعب، ما يعادل نسبة ملء وطنية تناهز 38.9%. هذا الرقم يعكس تراجعًا جديدًا في مستوى الملء، بعدما كان قد تجاوز عتبة 40% منتصف شهر ماي الماضي.

📈 تحسن سنوي رغم الانخفاض الظرفي

ورغم هذا الانخفاض المرحلي، فإن الوضعية الحالية تبقى أفضل بشكل واضح مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، حيث لم تتجاوز نسبة الملء آنذاك 30.8%، مع حجم مخزون مائي لم يتعد 4 مليارات و969.7 مليون متر مكعب.
وتُظهر هذه المعطيات تحسنًا سنويًا بنسبة تقارب 31%، يُعزى أساسًا إلى سنة مطرية أكثر إيجابية نسبيًا، إضافة إلى فعالية التدابير المعتمدة لترشيد وتدبير الموارد المائية، بحسب توضيحات المديرية العامة لهندسة المياه.

🌍 تفاوت صارخ في توزيع المياه بين الشمال والجنوب

البيانات نفسها كشفت عن تفاوت جهوي حاد في نسب امتلاء السدود، حيث تتمتع مناطق الشمال بوضعية مطمئنة، مقابل مؤشرات مقلقة في الجهات الجنوبية والوسطى.

🟢 الشمال في الصدارة بفضل وفرة المياه

ما تزال سدود الشمال تسجل نسب ملء شبه كاملة، بفضل وفرة التساقطات والمجاري المائية، خاصة في جهات طنجة تطوان الحسيمة، فاس مكناس، والغرب. وتواصل هذه المنشآت أداء دورها الحيوي في ضمان تزويد المناطق المحيطة بالماء الصالح للشرب والري.

🔴 الجنوب والوسط في مواجهة ضغط مائي متزايد

بالمقابل، يعيش الوسط والجنوب المغربيان وضعًا مائيًا صعبًا، حيث تسجل سدود جهات تادلة، الحوز، سوس، ودرعة نسب امتلاء متدنية، بالرغم من التحسن الطفيف الذي خلفته أمطار الربيع.

ويُعد سد إدريس الأول، أحد أكبر سدود المملكة، مثالًا على هذا الوضع المقلق، إذ لم تتجاوز نسبة الملء به 42%، مما ينذر بإمكانية حدوث اختلالات في التزود بالماء على مستوى حوض سبو الأعلى. أما في الجنوب الشرقي والمناطق القاحلة، فالوضع أكثر هشاشة، مع نسب ملء متدنية تنذر بتفاقم الأزمة المائية المحلية.

🛠️ دعوات متجددة لتسريع الحلول الهيكلية

في ظل هذا الواقع المتباين، جددت وزارة التجهيز والماء التأكيد على ضرورة تسريع وتيرة تنفيذ الحلول الاستباقية والهيكلية، التي تشمل:

توسيع مشاريع تحلية مياه البحر

إعادة استعمال المياه العادمة المعالجة

إنشاء محطات جديدة لنقل المياه بين الأحواض

ترشيد استعمال المياه في القطاع الفلاحي والصناعي

وتأتي هذه التحذيرات في وقت يُتوقع فيه أن يشهد صيف 2025 موجات حر متكررة وعنيفة، ما سيزيد من الضغط على منظومة الأمن المائي الوطني، ويجعل من التوزيع العادل والفعال للمياه قضية ذات أولوية قصوى.

اظهر المزيد

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

Back to top button