من فيديو ساخر إلى خبر “عاجل” بالجزائر: إعلام العسكر يقع في فخ “مقلب عيد الأضحى” لمغربيين

لم يكن الشاب المغربي يونس إردي “صاحب فيديو ساخر عن أجواء العيد”، يتخيل أن مقطعًا فكاهيًا صوّره مع صديقه “زكرياء” سيتحوّل إلى مادة إعلامية “رسمية”، تُتداول عبر قنوات إخبارية عربية، وتُنشر في تقارير صحفية على أنها وقائع حقيقية حول ردود الفعل على دعوة عدم ذبح الأضاحي هذا العام بالمغرب.
فيديو ساخر تحول إلى “روبورتاجات سياسية”
الفيديو الذي جرى تداوله بكثافة، يوثق مشهدًا ساخرًا، يجسد فيه يونس دور “المقدم” الذي يجوب الأزقة بحثًا عن الأدخنة المتصاعدة من الشواء، في محاولة للكشف عن من “خالفوا” الدعوة الرمزية، التي طُرحت بشكل غير رسمي، بخصوص عدم أداء شعيرة عيد الأضحى هذا العام.
المشهد تم تجهيزه بسخرية واضحة وسيناريو مصطنع، يعبّر عن روح الدعابة التي يتمتع بها المغاربة، لكنه أُخرج عن سياقه وتحول في بعض وسائل الإعلام – خاصة الجزائرية منها – إلى تقرير خبري مزعوم يروّج لوجود حالة “عصيان شعبي” واحتجاجات افتراضية في المغرب.
يونس يرد: “أنا لست مخبرًا ولا مقدمًا حقيقيًا!”
بعد تحوّل الفيديو إلى مادة إعلامية مغلوطة، اضطر يونس للخروج عن صمته، وكتب على حسابه في فيسبوك توضيحًا قال فيه:
“أنا والصديق زكرياء عملنا فيديو عادي، كما جرت العادة، دون نية للإساءة لأي جهة، وإذا بنا نتفاجأ أنني أصبحت مقدمًا ومخبرًا على السنة!”
وأضاف بلهجة ساخرة:
“الإعلام الجزائري المبتدئ يتعامل مع صفحات فايسبوكية متواضعة كمصادر أخبار… دبا هادوك ما يهربوش ليك حتى بلاد؟”
الإعلام الجزائري وتصعيد “خيالي”
اللافت في الأمر هو التهويل الإعلامي الجزائري، حيث تم توظيف الفيديو لمعالجة ما وصفوه بـ”رد فعل الشارع المغربي” على دعوة إلغاء عيد الأضحى، ونسجت تقاريرهم سيناريوهات من الخيال، عن مسيرات احتجاجية وهمية ووقفات غير موجودة إلا في مخيلة كاتب سكريبت نشرات الأخبار.
السخرية في المغرب.. رسالة اجتماعية
الواقعة تعكس مفارقة مثيرة في التعامل مع المحتوى الساخر، حيث يؤكد النشطاء المغاربة أن الفكاهة ليست تهديدًا سياسيًا، بل هي تعبير عفوي عن تفاعل اجتماعي طريف، لا يجب تأويله خارج سياقه أو استغلاله في حملات دعائية.