أرجع سامي الطرابلسي، مدرب المنتخب التونسي، الأداء الباهت لفريقه خلال الشوط الأول من المواجهة الودية أمام المنتخب المغربي إلى “تأثر اللاعبين نفسيًا”، بسبب ما وصفه بـ”قرارات تحكيمية مثيرة للجدل”، اعتبر أنها خلقت حالة من التوتر داخل صفوف نسور قرطاج.
وخلال الندوة الصحفية التي أعقبت اللقاء، الذي احتضنه الملعب الكبير بفاس مساء الجمعة، وانتهى بفوز “أسود الأطلس” بهدفين دون مقابل، أوضح الطرابلسي أن عناصره دخلت المباراة تحت ضغط ذهني غير مبرر، نتيجة إحساسهم بوجود تجاوزات من طرف الطاقم التحكيمي، وليس من الجماهير.
وأشار إلى أن المنتخب المغربي خاض اللقاء بعزيمة قوية للفوز رغم طابعه الودي، وهو ما قابله إصرار تونسي مماثل، غير أن الأجواء، حسب تعبيره، لم تكن مواتية لتقديم أداء طبيعي ومتوازن.
أزمة ذهنية وليست فنية
الطرابلسي تطرق أيضًا إلى الوضع الكروي في تونس، معتبرًا أن أزمة الكرة التونسية لا تكمن في ضعف المواهب أو الإمكانيات الفنية، بل في غياب المشروع الواضح والعقلية الاحترافية داخل الأندية، مشددًا على أن الاهتمام بالفريق الأول على حساب التكوين والعمل القاعدي هو سبب تراجع مستوى حتى الأندية الكبرى، على غرار الرجاء والوداد في المغرب.
كما أقر بتفوق منتخبات مثل المغرب والجزائر في تصدير وتطوير اللاعبين، في وقت ما زالت فيه تونس متأخرة بسبب “خلل هيكلي” يستدعي مراجعة جذرية لطرق العمل.
تحديات مناخية وتنظيمية
وفي السياق ذاته، أشار مدرب المنتخب التونسي إلى صعوبات مناخية وتنظيمية تواجه المنتخبات الإفريقية، من بينها تونس، مؤكدًا أن استدعاء لاعبين محترفين في أوروبا للمشاركة في مباريات تُلعب في أجواء حارة تصل أحيانًا إلى 40 درجة، يشكل تحديًا كبيرًا للتأقلم.
وضرب مثالاً بالمنتخب المغربي، الذي رغم توفره على جيل استثنائي، واجه نفس التحديات في مباريات سابقة بكوت ديفوار.
تقييم الأداء وأهمية المرحلة المقبلة
وعن الأداء الفني، اعترف الطرابلسي أن المنتخب التونسي لم يكن في أفضل حالاته، خاصة خلال الشوط الأول الذي غابت فيه الحلول الهجومية، مع وجود ارتباك واضح في بناء اللعب. وأضاف أن الأداء تحسن بشكل نسبي في الشوط الثاني، سواء على المستوى التكتيكي أو البدني.
وأكد المدرب التونسي أنه لا يزال في بداية مشواره مع المنتخب، حيث يُعد هذا المعسكر هو الثاني فقط له على رأس الجهاز الفني، مشيرًا إلى أن العمل مستمر لبناء مجموعة منسجمة وقادرة على المنافسة في الاستحقاقات القادمة.
