فضيحة ذبح لحوم “الحمير” تهز الدار البيضاء ليلة العيد

في مشهد صادم قبيل عيد الأضحى بيوم واحد، علم مصادر متطابقة أن مصالح الأمن بمدينة الدار البيضاء عثرت مساء الجمعة على رؤوس حمير ولحومها مذبوحة بطريقة سرية داخل أحد الأحياء الشعبية، في واقعة تثير القلق بشأن سلامة السلع المعروضة في أسواق اللحوم.
وتأتي هذه الحادثة الخطيرة في وقت تعيش فيه العاصمة الاقتصادية حالة استثنائية من التدافع والضغط على محلات الجزارة، حيث سجلت الأسواق إقبالاً غير مسبوق على اقتناء اللحوم الحمراء و”الدوارة”، رغم الارتفاع الصاروخي في الأسعار.
مخالفة للقرار الملكي واستغلال لانفلات السوق
وتزامن هذا السلوك مع القرار الملكي السامي القاضي بإلغاء شعيرة الذبح خلال عيد الأضحى لهذا العام، والذي جاء انسجامًا مع ظرفية اقتصادية واجتماعية دقيقة، في خطوة اعتبرها مراقبون “قرارًا شجاعًا يصب في مصلحة المواطن”، خصوصًا في ظل ارتفاع تكاليف المعيشة وموجات الجفاف المتتالية.
غير أن جشع بعض الجزارين و”الشناقة”، وانفلات السوق، خلق بيئة خصبة لنشاط الذبيحة السرية وعمليات الغش الغذائي، لتتحول لحظة العيد إلى فرصة للربح السريع على حساب صحة وسلامة المواطن المغربي.
وفق مصادر محلية، فإن تشديد المراقبة على المجازر الجهوية، وتحديد عدد رؤوس المواشي المسموح بذبحها، دفع بعض تجار اللحوم إلى اللجوء إلى وسائل غير قانونية، وصلت حد ذبح الحمير وترويج لحومها على أنها لحم بقر أو خروف، في تحدٍّ خطير للقانون وتلاعب بصحة المواطنين.
وتداولت منصات التواصل الاجتماعي خلال اليومين الماضيين مقاطع فيديو وصورًا توثق لهفة غير مسبوقة على شراء اللحوم رغم التحذيرات، متجاهلين الرسالة الملكية التي تدعو إلى الترفع عن مظاهر البذخ والتمسك بروح التضامن والواقعية.
غضب شعبي واتهامات للمستهلك
في خضم هذه الأزمة، تداول ناشطون على مواقع التواصل هاشتاغ:
#مخليتوش_الكباش_تتكاثر
#مخليتوناش_نعيدو_فخاطرنا
وهو تعبير ساخر وناقد في الآن ذاته، يُحمّل بعض المواطنين مسؤولية انفجار الأسعار بسبب سلوكهم الاستهلاكي المفرط، الذي شجّع بعض الجزارين على الاستغلال ورفع الأسعار دون حسيب أو رقيب.
وعليه، فعلى السلطات الأمنية والبيطرية، أن تفتح تحقيقًا عاجلاً في واقعة ذبح الحمير، لمعرفة مصدر اللحوم وهوية المتورطين وشبكات التوزيع المحتملة، وسط دعوات شعبية وإعلامية لتكثيف المراقببة، وضمان سلامة المنتجات الغذائية المعروضة للبيع.