المغرب يسجل ارتفاعًا قويًا في الاستثمارات الأجنبية المباشرة خلال الربع الأول من 2025

شهد المغرب قفزة نوعية في تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر خلال الربع الأول من سنة 2025، في مؤشر واضح على عودة الثقة الدولية في الاقتصاد الوطني، بعد سنة 2024 التي اتسمت بالتحفظ والتباطؤ نتيجة التقلبات العالمية.
نمو بنسبة 63.6% في ثلاثة أشهر
وأفاد مكتب الصرف المغربي أن الاستثمارات الأجنبية المباشرة بلغت 9.02 مليار درهم (حوالي 844.5 مليون يورو) خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام، مقابل 5.6 مليار درهم فقط خلال نفس الفترة من العام الماضي، مسجلة بذلك نموًا نسبته 63.6%.
وبحسب تقرير لمجلة “جون أفريك”، فإن هذا التحسن يعود بالأساس إلى:
ارتفاع عائدات الاستثمار إلى 12.97 مليار درهم (+24.6%)
تراجع الاستثمارات المغربية في الخارج إلى 3.81 مليار درهم (-20.8%)
قطاع الفوسفات يقود الدينامية
برز قطاع الفوسفات ومشتقاته كقاطرة للاستثمارات الأجنبية، حيث استقطب ما قيمته 20.3 مليار درهم، مدعومًا بالأداء الاستثنائي لمجموعة المكتب الشريف للفوسفات (OCP)، التي واصلت ترسيخ موقعها العالمي.
وقد حققت المجموعة، التي يديرها مصطفى التراب، إيرادات تقارب 10 مليارات دولار خلال سنة 2024، شكّلت منها الأسمدة نحو 69% من مجمل العائدات.
كما قفزت صادرات فوسفات TSP (الترايبيل سوبر فوسفات) بنسبة 48%، خاصة نحو أسواق استراتيجية مثل الهند والبرازيل.
هيدروجين أخضر وصناعة نظيفة
في المقابل، تعزز المملكة حضورها في مجالات الطاقة النظيفة، وعلى رأسها الهيدروجين الأخضر، بعد صدور منشور حكومي في مارس 2025 ينظم هذا القطاع الواعد، وسط إبداء نحو 100 مستثمر محلي ودولي رغبتهم في إطلاق مشاريع في هذا المجال بالمغرب.
تراجع في قطاعات تقليدية
رغم الزخم العام، سجلت قطاعات تقليدية مثل الإلكترونيات، والنسيج، وصناعة السيارات تراجعًا في جاذبية الاستثمار، بانخفاض قدره 53 مليون درهم، وهو ما يعكس تحولًا في توجه المستثمرين نحو القطاعات ذات القيمة المضافة العالية والطلب العالمي المتنامي.
الدار البيضاء: قطب اقتصادي ومالي
لا تزال الدار البيضاء تؤدي دورًا محوريًا، حيث تمثل 32% من الناتج الداخلي الخام، وتستحوذ على الجزء الأكبر من الاستثمارات، بفضل تمركز مؤسسات مالية كبرى، أبرزها مركز “كازابلانكا فاينانس سيتي”، الذي رسخ موقعه كمنصة مالية رائدة على مستوى إفريقيا.