شرعت السلطات الفرنسية، عبر شركة الخدمات القنصلية TLScontact، في تنفيذ مرحلة جديدة من تدبير طلبات الحصول على تأشيرة شنغن بالمغرب، وذلك من خلال اعتماد نظام حجز آلي للمواعيد يتم فيه التعيين تلقائياً دون أن يُسمح لطالبي التأشيرة باختيار تاريخ أو توقيت الموعد بأنفسهم.
ويأتي هذا التحول الجذري في طريقة تدبير المواعيد استجابة للفوضى التي سادت خلال السنوات الأخيرة، حيث تحولت عملية حجز المواعيد إلى مجال خصب لنشاط شبكات من السماسرة الذين استغلوا تعقيد الإجراءات لتحقيق أرباح طائلة، على حساب مواطنين يسعون للسفر من أجل الدراسة أو العلاج أو السياحة.
بموجب النظام الجديد، يُلزم طالِب التأشيرة أولاً بإنشاء حساب شخصي على المنصة الرقمية الخاصة، ثم أداء الرسوم المرتبطة بالعملية، وبعدها ينتظر توصله بموعد جاهز يتم تحديده بشكل آلي من طرف النظام، دون أي تدخل يدوي أو مجال للتلاعب.
وتهدف فرنسا من خلال هذه المقاربة الجديدة إلى تعزيز مبدأ تكافؤ الفرص والشفافية في التعامل مع طلبات التأشيرة، إلى جانب تقليص تدخل الوسطاء غير القانونيين الذين سيطروا على السوق في الفترة الماضية وحولوا الوصول إلى المواعيد إلى خدمة تُشترى بمبالغ مرتفعة.
المرحلة الأولى من هذا النظام تستهدف فئات معينة من طالبي التأشيرة فقط، في انتظار تقييم نتائجه الميدانية، قبل تعميمه تدريجياً على أنواع تأشيرات إضافية ومراكز أخرى داخل المغرب.
ويُنظر إلى هذا القرار كخطوة حازمة من السلطات الفرنسية لوضع حد لفوضى كانت تثير استياء شريحة واسعة من المواطنين، والقطع مع ممارسات غير قانونية لطالما أرهقت طالبي التأشيرة، وحوّلت الحق في تقديم الطلب إلى معاناة حقيقية خاضعة لمزاج وسطاء ومواقع غير رسمية.
