في خطوة غير مألوفة تعكس حجم الارتباك داخل مخيمات تندوف، خرج ما يسمى بـ”وزير الداخلية” في جبهة البوليساريو، إبراهيم البشير بيلا، بتصريحات غير مسبوقة اعترف فيها بوجود مبادرة الحكم الذاتي المغربية ضمن الخيارات المطروحة لحل النزاع حول الصحراء.
تصريحات المسؤول الانفصالي تأتي وسط تصاعد حالة الغليان داخل المخيمات، وتنامي الأصوات المطالبة بضرورة تسوية واقعية، بعد عقود من الجمود والمعاناة.
وقال البشير بيلا، في حوار مع وسيلة إعلام جزائرية، إن “الحكم الذاتي خيار من بين عدة حلول يجب التفكير فيها”، في ما بدا أنه تليين للخطاب التقليدي للجبهة التي اعتادت رفض المقترح المغربي.
ويرى متابعون أن هذه الخرجة الإعلامية تحمل مؤشرات على تغير في مواقف الجبهة، بعد أن وصلت إلى طريق مسدود سياسياً، في ظل تنامي الدعم الدولي المتزايد لمبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، خاصة من دول مؤثرة كأمريكا وفرنسا وإسبانيا.
وفي الوقت الذي يحاول فيه قادة الجبهة امتصاص حالة التذمر داخل المخيمات، تسير المملكة بخطى ثابتة نحو تعزيز سيادتها على أقاليمها الجنوبية، من خلال تنمية شاملة ودبلوماسية نشطة، جعلت من مقترح الحكم الذاتي الإطار الوحيد المقبول دولياً لحل هذا النزاع الإقليمي المفتعل.
