قال الدكتور جايسون إيساكسون، رئيس قسم السياسات والشؤون السياسية في اللجنة اليهودية الأمريكية وناشط في دعم السلام العربي الإسرائيلي، إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عازم على إنهاء ملف الصحراء لصالح المغرب، من خلال دعم خيار الحكم الذاتي باعتباره “الحل الوحيد والأنجع”.
وأوضح إيساكسون، في حوار أجرته معه صحيفة الصباح، أن منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط تعيش حالة من عدم الاستقرار، لكن هناك “صديقاً قوياً واحداً للولايات المتحدة في المنطقة”، وهو المغرب، “بفضل ملكيته القوية المدعومة شعبياً وتاريخه الطويل من التعاون السياسي والاقتصادي مع واشنطن”.
وتابع إيساكسون أن “إدارة بايدن، ورغم عدم تراجعها عن الاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء، إلا أنها لم تُظهر نفس الحزم في دعم هذا الملف”. في المقابل، أكد أن إدارة ترامب الثانية تسعى بوضوح إلى المضي قدماً في الحسم النهائي للملف لصالح المغرب، وهو ما تحظى بدعمه الكامل من قبل العديد من المؤسسات المؤثرة في الولايات المتحدة.
دي ميستورا: الأشهر الثلاثة القادمة حاسمة في ملف الصحراء
من جهته، وصف المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء، ستيفان دي ميستورا، المرحلة القادمة بأنها حاسمة في مصير هذا النزاع.
وفي إحاطة قدمها أمام مجلس الأمن يوم الإثنين 14 أبريل 2025، قال دي ميستورا:
“الأشهر الثلاثة المقبلة ستكون فرصة لاختبار ما إذا كان الزخم الجديد، القائم على انخراط بعض الأعضاء الدائمين في المجلس، سيفضي إلى تهدئة إقليمية حقيقية”.
وأشار إلى أن جلسة أكتوبر 2025 قد تشكل نقطة تحول في مسار الملف، مؤكداً أن عزيمته في مواصلة المسار التفاوضي “لا تزال راسخة” وبدعم مباشر من الأمين العام للأمم المتحدة.
الحكم الذاتي الحقيقي محور النقاش الدولي
وأشار دي ميستورا إلى أن موقف واشنطن بشأن “الحكم الذاتي الحقيقي” في الصحراء، يمثل انتصاراً لمبادرة المغرب، خاصة بعد مطالبة الأمم المتحدة سابقاً الرباط بتقديم مزيد من التفاصيل بشأن مضمون المقترح.
وفي هذا السياق، أشار إلى زيارتين ديبلوماسيتين بارزتين يمكن أن تؤثرا إيجاباً في الملف:
زيارة ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية المغربي، إلى واشنطن في 8 أبريل.
استقبال الجزائر لوزير الخارجية الفرنسي جان-نويل بارو، في 6 أبريل، عقب مكالمة هاتفية جمعت تبون وماكرون.
سلط دي ميستورا الضوء على ثلاث رسائل أمريكية رئيسية صدرت خلال زيارة بوريطة إلى واشنطن:
ضرورة أن يكون الحكم الذاتي “حقيقياً”، يتضمن توضيحات تفصيلية لصلاحيات المنطقة المعنية.
الحاجة إلى حل “مقبول من الطرفين”، عبر مفاوضات فعلية بين الأطراف.
انخراط مباشر للإدارة الأمريكية الجديدة في تسهيل هذا الحل تحت إشراف مجلس الأمن والأمم المتحدة.
استمرار التوتر بين الجزائر والمغرب
في المقابل، أكد دي ميستورا أن العلاقات الجزائرية-المغربية “لم تشهد تحسناً بل العكس تماماً”، معتبراً أن استمرار هذا التوتر يشكل تهديداً على السلم الإقليمي، في ظل غياب التواصل الدبلوماسي، وإغلاق الحدود، وارتفاع التسلح العسكري بالمنطقة.
