اخبار مهمةحوارات الصحافةفي الواجهة

تصاعد التوتر بين المغرب والجزائر بسبب المياه

في تطور لافت، تحوّل وادي كير، الذي يجري من المغرب نحو الجنوب الغربي للجزائر، إلى محور نزاع جديد بين المغرب والجزائر. وتتصاعد الاتهامات المتبادلة بين الجانبين بشأن استغلال الموارد المائية، ما يسلط الضوء على أزمة مائية متفاقمة في المنطقة.

تشغيل سد قدوسة وتأثيراته على التدفقات المائية
تعود جذور الأزمة إلى عام 2021، عندما شرع المغرب في تشغيل سد قدوسة، وهو منشأة تخزينية استراتيجية تهدف إلى تعزيز إمدادات المياه لمناطق زراعية وسياحية مغربية. وتزعم الجزائر أن هذا السد يحدّ من تدفق المياه نحو أراضيها، وتحديدًا باتجاه الجنوب الغربي، ما يؤثر على الموارد المائية في تلك المناطق.

اتهامات جزائرية وانتقادات مغربية
في تصريحات رسمية، اتهم الحسين يوعابد، وزير المياه الجزائري، المغرب بتعمد حجب المياه عن المناطق الحدودية، مستشهداً بانخفاض منسوب المياه في سد غار جبيلات، وهو ما وصفته وسائل إعلام جزائرية بـ”الكارثة البيئية”.

بالمقابل، رفضت السلطات المغربية هذه الاتهامات، ووصفتها الصحف المحلية بأنها محاولة لصرف الأنظار عن المشاكل الداخلية للجزائر، مشيرةً إلى سوء إدارة الموارد المائية وندرة الأمطار كأسباب رئيسية للجفاف في المنطقة.

تتجاوز المشكلة الجوانب البيئية، حيث يلعب سد قدوسة دورًا محوريًا في ري المزارع المنتشرة في منطقة بودنيب وأكادير السفلى. في المقابل، تعتمد الجزائر على تدفق مياه وادي كير لدعم مشاريعها الصناعية الكبرى، مثل منجم غار جبيلات في تندوف، والذي يتطلب كميات هائلة من المياه لمعالجة خام الحديد.

يُذكر أن استغلال منجم غار جبيلات كان في السبعينيات من القضايا التي شهدت تقاربًا نادرًا بين البلدين، حين تم التوافق على استغلاله بشكل مشترك. إلا أن التوترات السياسية الحالية ألقت بظلالها على هذا التعاون، ما يضيف تعقيدات جديدة إلى علاقة الجارين.

خبراء: الجفاف سبب رئيسي وليس السدود
على الرغم من التصعيد السياسي بين المغرب والجزائر، فإن بعض الخبراء يؤكدون أن ندرة الأمطار في السنوات الأخيرة كانت العامل الأساسي في انخفاض منسوب المياه في المنطقة. ويشير تقرير فرنسي إلى أن سد قدوسة لم يكن ممتلئًا سوى بنسبة 10% منذ إنشائه، ما يعكس الأزمة المناخية المتفاقمة في المنطقة.

أفق الحلول: هل من مسار للحوار؟
وسط تبادل الاتهامات، تبرز تساؤلات حول إمكانية التوصل إلى حلول تعاونية بين المغرب والجزائر بشأن الموارد المائية. فمع استمرار التغيرات المناخية والتحديات البيئية، قد يصبح التعاون الإقليمي ضرورة حتمية بدلاً من خيار يمكن تجنبه. في النهاية، يبقى السؤال مطروحًا: هل ستنجح الدبلوماسية أم سيستمر التوتر بين الجارتين؟

اظهر المزيد

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

Back to top button