اعتراف ترامب بمغربية سبتة ومليلية يشعل الجدل في إسبانيا

عاد النقاش حول مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين إلى الواجهة داخل الأوساط الإعلامية والسياسية الإسبانية، بعد تقرير نشرته صحيفة “إل إسبانيول“، عبّر عن مخاوف في الدوائر العسكرية والأمنية الإسبانية من أن يعيد الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، سيناريو اعترافه بمغربية الصحراء، لكن هذه المرة بخصوص سبتة ومليلية.
وأشار التقرير إلى أن عودة ترامب إلى البيت الأبيض قد تعزز التحالف بين المغرب والولايات المتحدة، مما قد يؤدي إلى زيادة الدعم الأمريكي لموقف الرباط في قضاياها الإقليمية.
قال المحلل السياسي محمد شقير إن هذا التخوف ليس جديدًا، بل يرتبط بتوجس الأوساط الأمنية والعسكرية الإسبانية من تطور المغرب عسكريًا وتنمويًا، لا سيما مع تعزيز التعاون الدفاعي بين الرباط وواشنطن، بما في ذلك صفقات الأسلحة ونقل بعض أنشطة القيادة الأمريكية في إفريقيا (أفريكوم) إلى المغرب.
كما أشار التقرير إلى أن ترامب لم يكن على علاقة ودية مع حكومة بيدرو سانشيز، حيث انتقد الإنفاق الدفاعي الإسباني، واستبعد مدريد من أولوياته الدبلوماسية، مما عزز المخاوف من احتمال دعم أمريكي متزايد للمغرب في القضايا العالقة.
استطلاعات رأي تكشف عن قلق الشارع الإسباني
كشف استطلاع للرأي، أجرته مؤسسة “سوسيوميتريكا” لصالح “إل إسبانيول”، أن 70.4% من الإسبان يشعرون بالقلق إزاء مستقبل سبتة ومليلية، في ظل التقارب المغربي-الأمريكي.
موقف المغرب: التركيز على الصحراء المغربية أولًا
أكد شقير أن الأولوية القصوى للمغرب حاليًا هي قضية الصحراء المغربية، وليس فتح ملف سبتة ومليلية في الوقت الراهن، خاصة بعد اعتراف إسبانيا بالموقف المغربي بشأن الصحراء. كما شدد على أن العلاقات الاستراتيجية بين المغرب وإسبانيا باتت أقوى، خصوصًا مع الشراكة في تنظيم كأس العالم 2030، مما يجعل من غير المرجح أن تثير الرباط القضية في الوقت الحالي.
في المقابل، سارع المسؤولون الإسبان إلى نفي هذه المخاوف واعتبارها تكهنات غير واقعية.
وصرّح وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس بأن العلاقات بين المغرب وإسبانيا مبنية على التعاون والاحترام المتبادل، مستبعدًا أي تغيير محتمل في الوضع القانوني لسبتة ومليلية.
كما أكد رئيس الحكومة المحلية لمليلية خوان خوسيه إمبرويدا أن النقاش حول “مسيرة خضراء جديدة” هو مجرد “اختراع إعلامي لا أساس له”، مشددًا على أن الواقع المحلي لا يعكس أي قلق حقيقي بشأن تحركات مغربية محتملة.
بين المخاوف الإسبانية والمصالح المشتركة
بينما تتزايد المخاوف الإسبانية من أي تغيير محتمل في وضع سبتة ومليلية، يظل الموقف المغربي مركّزًا على قضية الصحراء، مع تعزيز العلاقات الاستراتيجية مع كل من إسبانيا والولايات المتحدة.
لكن على المدى الطويل، يبقى مستقبل المدينتين موضوعًا قد يُطرح في الأجندة المغربية، خاصة مع التغييرات المستمرة في المشهدين الدولي والإقليمي.