قفزة ضخمة في الصادرات الزراعية الروسية إلى المغرب

في تحول كبير شهدته العلاقات التجارية بين روسيا والمغرب، سجلت الصادرات الزراعية الروسية إلى المملكة المغربية زيادة ملحوظة في عام 2024، حيث ارتفعت قيمتها إلى نحو 280 مليون دولار، مما يعكس تطورًا ملحوظًا مقارنة بالعام السابق.
ويُعزى هذا النمو بشكل رئيسي إلى الحبوب، خاصة القمح، الذي نجح في انتزاع الصدارة من الموردين التقليديين مثل فرنسا. كما شهدت الصادرات الروسية من الزيوت النباتية والشحوم أيضًا تطورًا كبيرًا، ما يعزز التعاون الزراعي بين البلدين.
القمح الروسي يتفوق على الفرنسي في السوق المغربية
بفضل الأسعار التنافسية والجودة العالية، تمكن القمح الروسي من تحقيق قفزة غير مسبوقة في السوق المغربية، حيث شهدت صادراته زيادة بـ 3.4 مرات من حيث القيمة مقارنة بالعام الماضي.
ووفقًا للتقديرات، تجاوزت صادرات القمح الروسي إلى المغرب مليون طن، ما مكنها من انتزاع صدارة مورّدي القمح إلى المملكة متجاوزةً فرنسا التي كانت تاريخيًا المورد الرئيسي للحبوب.
ويعود هذا النجاح إلى التحديات التي يواجهها المغرب، مثل الجفاف، وزيادة الاعتماد على الواردات من الحبوب.
التأثير المباشر لموجات الجفاف على واردات المغرب من القمح
في السنوات الأخيرة، أثرت موجات الجفاف على الإنتاج الزراعي المحلي في المغرب، ما جعل البلاد تزداد اعتمادًا على الواردات لتغطية احتياجاتها من القمح.
ويتوقع الخبراء أن يصل إجمالي واردات المغرب من القمح هذا الموسم إلى 7.5 مليون طن، وهو رقم قياسي.
ومن المتوقع أن تواصل روسيا تعزيز حصتها في السوق المغربية من خلال صادرات القمح الطري والصلب، وهو ما يعكس الثقة في قدرة روسيا على تلبية احتياجات السوق المغربية بشكل أكبر.
لم تقتصر الطفرة في التجارة بين روسيا والمغرب على القمح فقط، بل توسعت لتشمل منتجات أخرى مثل الزيوت النباتية، حيث استأنفت روسيا شحنات زيت نوار الشمس إلى المغرب بعد توقف دام خمس سنوات.
وأصبحت روسيا واحدة من أكبر موردي الكسب المغربي من نوار الشمس ولفت، مع تجاوز حصتها السوقية 5٪ بعد استئناف التصدير. هذه المنتجات أصبحت جزءًا مهمًا من الاستيراد المغربي، خاصة في ظل الاعتماد الكبير للمغرب على واردات الزيوت النباتية ومشتقاتها.
صادرات متنوعة تؤكد قوة العلاقات الزراعية بين روسيا والمغرب
إلى جانب القمح والزيوت النباتية، شملت صادرات روسيا إلى المغرب في عام 2024 مجموعة واسعة من المنتجات الزراعية مثل الشعير، الذرة، البقوليات، النخالة، المشروبات، والعسل، فضلاً عن الحلويات. كما سجل المغرب لأول مرة استيراد كسب نوار الشمس وكسب اللفت من روسيا منذ عام 2015، ما يعكس تنوع الصادرات الروسية وتوسيع نطاق التعاون التجاري بين البلدين.
الفرص المستقبلية للصادرات الزراعية الروسية إلى المغرب
تشير تقديرات المركز الفيدرالي لتنمية الصادرات الزراعية الروسية إلى أن السوق المغربية يمكن أن تستوعب صادرات زراعية روسية تصل إلى 350 مليون دولار سنويًا. هناك إمكانات كبيرة في قطاع الحبوب والزيوت النباتية، بالإضافة إلى منتجات أخرى مثل اللحوم الحمراء ومخلفات صناعة النشاء والسكر. وبالنظر إلى التحديات المحلية التي يواجهها المغرب، من المتوقع أن تستمر الصادرات الزراعية الروسية في النمو.