الركراكي حائر بين النجوم الجدد والمحترفين في أوروبا

يواصل نجوم منتخب المغرب خطف الأنظار بأدائهم المميز في مختلف الدوريات الأوروبية، مما يجعل مهمة المدير الفني وليد الركراكي أكثر تعقيداً مع اقتراب المعسكر التدريبي في شهر مارس المقبل. هذا المعسكر سيكون بمثابة التحضير الحاسم للمباريات المهمة أمام النيجر وتنزانيا في التصفيات الأفريقية المؤهلة إلى كأس العالم 2026.
لكن الركراكي، البالغ من العمر 49 عامًا، سيجد نفسه أمام تحدٍّ مزدوج: من جهة، خيارات عديدة للاختيار من بينها، ومن جهة أخرى، صعوبة في اتخاذ القرارات النهائية.
من أبرز النجوم الذين برزوا في الفترة الأخيرة، يأتي المهاجم أسامة الصحراوي، لاعب نادي ليل الفرنسي، الذي أحرز 4 أهداف وصنع 3 في آخر 3 مباريات بالدوري الفرنسي، مما يعزز من فرصه في الانضمام إلى معسكر الركراكي. الصحراوي، الذي يُعتبر أحد الوجوه الشابة الواعدة في الكرة المغربية، يقدم أداءً رائعاً أثار إعجاب المتابعين، وتزايدت التوقعات حول إمكانية استدعائه لتعزيز هجوم المنتخب المغربي.
إلى جانب الصحراوي، يواصل سفيان ديوب، نجم نادي نيس الفرنسي، استعادة مستواه التهديفي بعد فترة من التراجع. على الرغم من خسارة نيس أمام ليون (4-1)، سجل ديوب هدفًا جعله يدخل دائرة الضوء مجددًا. تألق ديوب يعزز خيارات الركراكي الهجومية، مما يزيد من التنافس داخل منتخب الأسود.
في الوقت ذاته، يواصل حمزة إغمان، نجم غلاسكو رينجرز الإسكتلندي، تقديم مستويات متميزة، ما يجعله من أبرز اللاعبين الذين يرفعون ضغط الاختيارات على الركراكي. إغمان (22 عامًا) يقدم مستويات لافتة في الدوري الإسكتلندي، ويستحق مكانًا في تشكيل المنتخب الوطني.
لكن التحديات لا تقتصر على اللاعبين الذين يتألقون؛ بل يشهد البعض تراجعاً في مستواهم، على رأسهم عبد الصمد الزلزولي، نجم ريال بيتيس الإسباني. الزلزولي، الذي تألق سابقًا مع المنتخب المغربي، يواجه تحديًا صعبًا للحفاظ على مكانته في التشكيلة الأساسية لركراكي بسبب انخفاض مستوى أدائه مع ناديه في الدوري الإسباني.
وبينما تزداد الأسماء الشابة في المنافسة على مكان في المعسكر القادم، يبرز اسم أيوب بوعدي (17 عامًا)، نجم نادي ليل الفرنسي، الذي يواجه مشكلة قانونية قد تمنعه من المشاركة مع المنتخب في التصفيات المقبلة. بوعدي، الذي يُعتبر من أبرز المواهب المغربية الصاعدة، لا يزال ينتظر موافقة الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” للانتقال من تمثيل منتخب فرنسا للفئات السنية إلى منتخب المغرب. هذه القضية قد تتركه خارج المعسكر المقبل ما لم تُحل في الوقت المحدد.
الركراكي أمام مفترق طرق
بالمجمل، يواجه وليد الركراكي تحديات كبيرة في حسم قائمة اللاعبين الذين سيخوضون المعسكر التدريبي في مارس. الاختيارات ستكون حاسمة، خصوصًا مع تزايد عدد النجوم المميزين في الدوريات الأوروبية، بالإضافة إلى الصعوبات المتعلقة باللاعبين الذين يعانون من تراجع المستوى أو القضايا القانونية. سيكون من المهم للمدرب المغربي أن يوازن بين الشباب الموهوبين وأصحاب الخبرة في محاولة لبناء تشكيلة قادرة على تحقيق النجاح في التصفيات الأفريقية وضمان التأهل إلى كأس العالم 2026.
هذا، وبينما يترقب عشاق كرة القدم المغربية الحسم في قائمة الركراكي، فإن المعركة بين اللاعبين الجدد والمحترفين المتمرسين ستكون من أبرز محاور المعسكر القادم. الركراكي أمام مسؤولية كبيرة في اختيار التشكيلة الأنسب لخوض المباريات القادمة ضد النيجر وتنزانيا. فما هو مستقبل النجوم الصاعدين في هذه الرحلة؟ الأيام القادمة ستكشف عن الإجابة.