في قصة غريبة أثارت جدلًا واسعًا في الأوساط المصرية والعربية، أعلن الشاب المصري محمد الملاح عن زواجه 33 مرة، معتبرا ذلك “عملا خيريا لوجه الله”، حيث كان يتزوج من نساء تم طلاقهن ثلاث مرات ليعيدهن إلى أزواجهن الأولين.
لكن هذا التصرف لم يخل من الانتقادات الفقهية، خاصة بعد تصريحات أستاذ الشريعة الإسلامية الدكتور مبروك عطية، الذي اعتبر ما يقوم به الملاح “حرام شرعًا”.
في حديثه لبرنامج “يحدث في مصر”، وصف محمد الملاح نفسه بـ “المحلل الشرعي”، حيث يتزوج من نساء قد طلقن ثلاث مرات، ليعيدهن إلى أزواجهن بعد الطلاق النهائي. وقال إنه يقوم بذلك “لوجه الله” ودون أي مقابل مادي، مؤكدًا أن هدفه هو “حماية البيوت من الخراب” والحد من انتشار الطلاق.
الزيجات المؤقتة: هل هي حقًا عمل خيري؟
كشف الشاب الملاح أن كل زيجة يقوم بها هي “زواج كامل الأركان”، ويتزوج من السيدة المعنية ليعيش معها لفترة قصيرة، ثم ينفصل عنها لتعود إلى زوجها الأول. وكرر هذا التصرف بناء على اقتراحات أصدقائه وزملائه في العمل، مؤكداً أنه لا يتقاضى أي أموال أو فوائد مادية من هذه الزيجات.
وأوضح أن صفحته على “فيسبوك” تروج لهذا الفعل كعمل تطوعي.
دار الإفتاء المصرية تتدخل: هل فعلاً هذا “حلال”؟
ورغم تصريحه بأن نيته هي “لوجه الله”، إلا أن محمد الملاح استنكر من يسأله عن مشروعية هذا الفعل، متسائلاً: “إذا كان ما أفعله حرامًا، فما الحل في ارتفاع نسبة الطلاق؟” في الوقت الذي لفت فيه إلى استعداده للتوقف عن هذا النشاط في حال أفتت دار الإفتاء المصرية بحرمته.
ردود الفعل الفقهية: الدكتور مبروك عطية يرفض الفكرة
من جانبه، رد الدكتور مبروك عطية، أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، على ما يفعله الشاب الملاح، مؤكدا أن هذا التصرف “حرام شرعًا”، مبينًا أن الزواج في الإسلام هو عقد دائم يستمر طالما أن الزوجين متفقين ويعيشان حياة مستقرة، وليس زواجًا مؤقتًا لإعادة النساء إلى أزواجهن بعد الطلاق. وأضاف أن مثل هذا التصرف يخالف أسس الزواج في الإسلام ويعتبر تحايلاً على الشريعة.
