اخبار مهمةحوارات الصحافةفي الواجهة

لوموند : الأزمة الفرنسية الجزائرية خرجت عن السيطرة

قالت صحيفة “لوموند” الفرنسية واسعة الانتشار إن الأزمة بين الجزائر وفرنسا أصبحت خارجة عن السيطرة، بعد الخطاب الأخير للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أمام سفراء الدول المعتمدة لدى بلاده، والذي أدان فيه احتجاز الجـزائر المطول للكاتب بوعلام صنصال، مؤكدا أن التعاون الاقتصادي بينهما أصبح “مشلولا”.
وتفيد الصحيفة بأن العلاقات الفرنسية الجـزائرية عرفت دائما صعودا وهبوطا، وتمر بانتظام بفترات من التوتر والتقارب، بسبب إرث استعماري تاريخي اختلطت فيه الانقسامات السياسية بالروابط الإنسانية. إلا أن الاضطرابات الحالية بين باريس والجـزائر تبدو “غير قادرة على إعطاء الأمل حتى للأكثر تفاؤلا”.

وتتابع “لوموند” في تقرير مطول نشرته اليوم الخميس 9 يناير 2025، في نسختها المطبوعة، أن الأزمة الأخيرة بدأت في صيف 2024، بسبب الخلاف حول قضية الصحراء، وتفاقمت منذ منتصف نونبر، بعد اعتقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. الكاتب الجزائري بوعلام صنصال الذي أعطى انطباعا بأن الوضع “خارج عن السيطرة”. “على الأقل في المدى القريب”.

ويشير التقرير إلى تصريحات ماكرون يوم 6 يناير، في الإليزيه، أمام السفراء الأجانب المعتمدين في باريس، حيث أعلن: “إن الجـزائر التي نحبها كثيرًا والتي نتقاسم معها التاريخ والعديد من الأبناء، تسلك مسارًا يسيء إليها، بمنع رجل مريض بشكل خطير من تلقي الرعاية، وهذا لا يناسبها”، وهو ما “زاد من العداء للوضع”، حسب قولها.

وردت الجزائر على خطاب ماكرون ودعوته للإفراج عن صنصال ببيان من وزارة الخارجية، جاء فيه: “لقد علمت الحكومة الجزائرية بدهشة كبيرة بالتصريحات التي أدلى بها الرئيس الفرنسي”، وتابعت: “لا يمكن إلا إدانة هذه التصريحات ورفضها وإدانتها، لأنها تشكل تدخلاً صارخًا وغير مقبول في الشأن الداخلي الجزائري”.

وتناولت صحيفة لوموند الخلاف غير المسبوق بين الجزائر وفرنسا، مشيرة إلى ما وصفته بـ “شلل التعاون الاقتصادي”، مشيرة إلى أن خطط إعادة تشغيل مشروع مصنع رينو في وهران قد تم تعليقها، ورغم أنه كان من المقرر أن يبدأ في عام 2024، وأن الشركات الفرنسية تواجه صعوبات إدارية كبيرة في استيراد المنتجات اللازمة لأنشطتها في الجزائر، وهو ما يهدد باستهداف مصالح باريس من خلال “عقوبات” اقتصادية.

وإلى جانب ركود الجهود الرامية إلى تحقيق المصالحة التاريخية بين البلدين، قال المؤرخ الفرنسي من أصل جـزائري بنيامين ستورا، الذي اختاره الرئيس الفرنسي للإشراف على ملف الذاكرة، إن العمل على هذا الملف متوقف منذ عام 2021، مما دفع التقرير إلى وصف الوضع بأنه “طريق مسدود عميق”، على حد قوله، وتوقع أن تكون آفاق العلاقات الثنائية “قاتمة”.

اظهر المزيد

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

Back to top button